صاحب المعالي.. نريد تبرير القرار
صحيفة الوطن
على سعد الموسى


حتى لا يظن صاحب المعالي أن ذاكرة الناس قصيرة فسأسأل معاليه: ما هي المواهب الإدارية الخارقة التي يتمتع بها سعادة المدير العام الذي أعفاه "قلم الوزير" قبل عام، ثم عاد ذات القلم ليمنحه مرتبة أعلى ثم يكرمه بالانتقال إلى منصب أرفع ويكافئه أيضاً بالحياة في إحدى مدن المركز بعد أن كان على الطرف؟ وحتى لا يظن صاحب المعالي أن ذاكرة الناس رخيصة إلى "حد النسيان" فلنا بعض الحق أن نتلطف بسؤال معاليه: أنت من أعفى ذات زمن نفس سعادة المدير العام بعد أن تحولت كوارثه الإدارية إلى كابوس مجلجل، وبعد أن طارت ركبان الإعلام بقصصه المتواترة، فما الذي يضمن لك ولنا، معالي الوزير، أن "سعادته" لن يجلب لك ولوزارتك مزيداً من الكوارث؟
صاحب المعالي: هل نقصت كوادر الوطن ومواهبه إلى هذا الحد الشحيح الذي لم نجد به من يملأ الفراغ إلا بالعودة لصناع الكوابيس والكوارث؟ بسؤال أكثر عمقاً وصراحة: هل تعتقد صاحب المعالي أن المسألة برمتها مجرد تحد مع القرار لأن سعادة المدير العام طاح بعيد هروبه من مواجهة (ثامنة داود)؟ وهل تعتقد معالي الوزير أن الناس ستنسى بهذه السهولة تلك الحلقة النارية التي لم يجد بها سعادة المدير العام كلمة للتبرير والشفعة؟
تستطيع يا صاحب المعالي أن ترفع من قدر سعادة المدير العام الذي أعفيته بقرارك الإداري وتستطيع أن تأخذه مستشاراً لدى بلاط معاليكم، ولكن ذاكرة الناس لن تنسى أن سعادته كان مسؤولاً كوارثياً بحق مئات المنتسبين إلى خدمات جهاز وزارتكم الموقرة. لماذا يا صاحب المعالي، هذا الإصرار على خوض تجربة قادمة من "المجهول"، بينما حقائق الواقع والماضي لا زالت حية حتى في الذاكرة القصيرة؟ ولأنني أعرفك جيداً، معالي الوزير، وأعرف جهدك الخارق الاستثنائي في دائرة مسؤوليتك الوطنية مع قطاع جوهري من أبناء وطنك الذي نعشقه وتعشقه، فقد كتبت إليك هذا الصباح على الورق المنشور المطبوع حتى لا تقع فريسة لأحاديث الدواوين المقفلة، وحتى لا تقع في القريب المنظور ضحية لكارثة جديدة من مسؤول كان لك معه بضع كوارث من قبل: كتبت لأنني مؤمن بك وبما تعمله.